ذبح الهدي مرتبط بزمان وهو يوم النحر بعد رمي جمرة العقبة, فهل هو مرتبط بمكان معين؟ وفي المملكة العربية السعودية يدفع الحاج مبلغا من المال, وتقوم إحدى الشركات المختصة بذبح الهدي, من غير أن يعلم الحاج زمن الذبح أو مكانه .. فهل يمكن للحجاج المصريين أن يذبحوا الهدي هنا في مصر, ثم يتم توزيعه علي الفقراء؟
أجاب:
يقول الله - عز وجل -: {هَدْيًا بَالِغَ الكَعْبَةِ} (سورة المائدة) ويقول: {حَتَّى يَبْلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّهُ} (سورة البقرة) ومحل الهي يكون في (مكة) في (مني) فالحج عبادة, وأنا مقيض فيها بالنص, وعلينا أن نسمع ونطيع ما أمرنا الله - عز وجل - به, فنؤدي العبادة كما هي, ولا نتدخل في نسكها ونغيرها. الله - سبحانه وتعالى - جعل مكة أم القرى, فلعله - عز وجل - أراد أن تكون لها المنة علي العالم الإسلامي كله في هذا الموقف. وهناك بعض الأمور الخفية في حياة الإنسان قد نصل إليها بفضل التفافنا جميعا حول البيت الحرام, وإجماعنا علي مكان واحد لذبح الهدي.
كنا قبل أن تأتي هذه الشركات نشكو كثيرا أن الهدي يتعفن, وبالتالي ينشر الكثير من الأمراض, أما الآن فقد أجمع العلماء- هنا وهناك- علي أن هذه الطريقة هي الحل الأمثل. وهو يذبحونها بطريقة آمنة, وتصل إلي فقراء البلدان بطريقة محترمة. وإذا أردنا نصيبا من هذا الهدي للفقراء في مصر فلنفعل, فربما يزيد علي ما يذبحه الحجاج المصريون. وهذه القضية يمكن أن ترتب إداريا بشرط ألا نمس النسك والعبادات.