طباعة

السنن الإلهية

أراد الله من خلقه الصلاح والإصلاح، وذلك لخير أنفسهم فهو لا يحتاج إلى أحد، والخلق كله في حاجة دائمة إليه سبحانه، ولقد تكلمنا في سلسلة مراد الله عن مبادئ مهمة، ونكتفي بما ذكرناه من أهم المبادئ التي تعلمنا مراد الله من خلقه، ونبدأ في هذه المرة في سلسلة جديدة لا تقل أهمية عن سلسلة مراد الله من خلقه، وهي سلسلة «السنن الإلهية» إذا لو فهمنا عن الله سننه في كونه وفي خلقه وفي أمره لرزقنا الله الحكمة، فنسأل الله أن نكون ممن شاء لهم الحكمة، قال تعالى : (يُؤْتِى الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) [البقرة :269].

وقد قام كون الله تعالى الفسيح على قوانين وقواعد ثابتة لا تتخلف، فليس بمقدور أحد من البشر أن يغير هذا النظام الكوني الذي حكم الله به، ولله تعالى سنن أمضاها وأبقاها في كونه تجري على خلقه وهي السنن الربانية، وهي كثيرة منها على سبيل المثال : سنة إخراج الكافرين للأنبياء من ديارهم قال تعالى : (وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلًا * سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا) [الإسراء :76 ،77].

وفي الحديث الشريف عندما ذهب النبي r إلى ورقة يخبره بما رآه فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ : «هَذَا النَّامُوسُ الَّذِى نَزَلَ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِى فِيهَا جَذَعاً يَا لَيْتَنِى أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r «أَوَمُخْرِجِىَّ هُمْ ». قَالَ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ قَطُّ إِلاَّ عُودِىَ وَإِنْ يُدْرِكْنِى يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْراً مُؤَزَّراً » [متفق عليه].

وهناك سنة انتصار أهل الصلاح والإعمار من المؤمنين على أهل الإفساد والتدمير من المعاندين المتكبرين الكافرين، وفرارهم مهزومين (وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يَجِدُونَ وَلِيًا وَلاَ نَصِيرًا * سُنَّةَ اللَّهِ الَتِى قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) [الفتح :22 ، 23].

وسنة عقاب المستكبرين والماكرين المفسدين في الأرض، فإن الله تعالى لا يدع الظالم يفلت بظلمه ويمر بجرمه آمنًا قال تعالى : (اسْتِكْبَارًا فِى الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلاَ يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) [فاطر :43].

وقد تكون سنة الله في أمره الشرعي، كما أمر نبيه بالزواج من طليقة ابنه بالتبني زيد بن حارثة، وكان التشريع الجاهلي عند العرب حرمة هذا، فأمر الله نبيه وهو رأس قيادة الدين بفعل ذلك حتى يكسر هذا التشريع البائد في قلوب العرب، فقال تعالى : (مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِى الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا) [الأحزاب :38].

وغير ذلك الكثير من تلك السنن التي لا تتخلف ولا تتبدل بل هي ماضية بأمر الله وقدره قال تعالى : ﴿`s9ur y‰ÅgrB Ïp¨ZÝ¡Ï9 «!$# WxƒÏ‰ö7s? ﴾ [الأحزاب : 62] ﴿`s9ur y‰ÅgrB Ïp¨ZÝ¡Ï9 «!$# WxƒÏ‰ö7s?﴾ [الفتح : 23] ﴿sp¨Zߙ «!$# ’Îû tûïÏ%©!$# (#öqn=yz `ÏB ã@ö6s% 4 tb%x.ur ãøBr& «!$# #Y‘y‰s% #·‘r߉ø)¨B ﴾ [الأحزاب : 38] ﴿`n=sù y‰ÅgrB ÏM¨YÝ¡Ï9 «!$# WxƒÏ‰ö7s? ( `s9ur y‰ÅgrB ÏM¨YÝ¡Ï9 «!$# ¸xƒÈqøtrB﴾ [فاطر : 43] ﴿Ÿwur ߉ÅgrB $oYÏK¨YÝ¡Ï9 ¸xƒÈqøtrB﴾ [الإسراء : 77]

        فتتسم سنن الله سبحانه وتعالى بالثبات وباطرادها عبر الزمان والمكان، فهي لا تتغير ولا تتبدل، وتلك السنن الإلهية بثباتها واستقرارها كونت فطرة الله التي فطر الناس عليها، وكانت جزءا من مكونات عقل المسلم تساعد في التعامل مع الكون وفهمه، وتتضح سنن الله الكونية من مطالعة كتاب الله المسطور (القرآن الكريم) فهو دليل التعامل مع كتاب الله المنظور (الكون)، وكتاب الله المنظور هو برهان الإيمان بكتاب الله المسطور، فكلا الكتابين لا غنى عنهما في الوصول إلى رب العالمين وبلوغ سعادة الدارين.

فما اتضح لنا سمات سنن الله وأشكالها، يجعلنا نؤكد على أن دراسة السنن الإلهية بل واستقلال علم بدراستها وبيان علاقتها مع المبادئ العامة القرآنية تكون عقل المسلم، فدارسة السنن الإلهية أصبح واجبًا يمكن أن يفيد الإنسان والإنسانية بنظرة جديدة لمجموعة العلوم الاجتماعية والإنسانية ويمكن بهذه النظرة أن تتهيأ لتجديد علمي واع للخطاب الديني.

ولقد ألف المرحوم الشيخ محمد الصادق عرجون عن السنن الإلهية، ودعا الشيخ رشيد رضا في المنار إلى الالتفات إليها، ومن المحدثين تكلم عنها د. جمال عطية، وكتبت السيدة زينب عطية موسوعة لها، وللدكتور عبد الكريم زيدان كتاب مستقل، وهناك إسهامات د. مصطفى الشكعة وتلامذته في هذا الشأن، أما الدكتور سيف عبد الفتاح في كتابه مدخل القيم يعد محاولة جادة رصينة لبدء تكوين هذا العلم الذي قد يصل بنا إلى بناء علم أصول فقه الحضارة بعد أن وضع الشافعي علم أصول فقه النص الشريف.

ولمعرفة سنن الله في الكون فوائد عظيمة في حياة المسلم؛ حيث إنه يتمكن من الفهم عن الله في كونه، ومن التسليم والرضا بقضائه، ومن الاستفادة من هذه السنن في تنظيم منهج حياته للوصول إلى ربه وخدمة أمته.


السنن الإلهية .. سنة التكامل

نتكلم بشيء من التفصيل عن سنة إلهية مهمة، وهي سنة التكامل، والتكامل يعني أمورًا، الأول : أن المخلوقات بها نقص جبلي، فيحتاج كل مخلوق إلى باقي المخلوقات في منظومته حتى يحقق الوظائف التي به معاشه وسعادته. والثاني : أن الله تنزه عن الاحتياج إلى زوج يكمله، وتفرد بالقيومية، وجعل خلقه أزواج في حاجة في الظاهر إلى بعض، وفي الباطن في فقر دائم وحاجة مستمرة له سبحانه، فقال تعالى : (سبْحَانَ الَّذِى خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ) [يس :36]. والثالث : أن أساس العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان هي التعاون وليس العداء، بل إن أساس العلاقة بين الإنسان والكون هي التفاعل والصلاح والتكامل، مما يؤكد على ما استقر في عقلية المسلم من أن الصراع طارئ، وأن الأساس التكامل. والرابع : أن ما دام الأمر كذلك فعلى المسلم مسئولية كبيرة في هذه الأرض، وهي عودة الاستقرار والسلم إليها، وإنهاء حالة الصراع والنزاع، فتلك المفاهيم التي تترتب على سنة التكامل لو اطلع عليها من يهاجم الإسلام بغير علم، لاعتذر للأمة في ثراثها وفي تاريخها، واهتدى بها في سيره لإصلاح العالم بأسره. الخامس : أن يتواضع الإنسان لخالقه سبحانه، حيث يدرك الإنسان نقصه واحتياجه لكل ما حوله، فهو في حاجة دائمة للهواء الخارجي للتنفس، وللماء للشرب، وللطعام للأكل، وللنوم، ولقضاء الحاجة، وللزوجة، وللأبناء، وللأصدقاء، والله هو الذي يغني الإنسان بتوفير كل ذلك له، فيتواضع لعظمة الله ويتقين من فقره، ويعلم أنه غير قادر على الاستقلال بعيدًا عن الله وفضله.

        الكثير من الفوائد والمعاني العظيمة تخبرنا بها تلك السنة الإلهية المهمة، مما يجعل تلك السنة منهجًا  متكاملاً للتربية والصلاح وعمارة الأرض وإفشاء السلام.

فإن الله قد خلق الأكوان مختلفة في ظاهرها، لكنها متحدة في الهدف والغاية، فهذا الخلاف والاختلاف إنما هو للتنوع وليس للتضاد، فالليل والنهار يشكلان يومًا واحدًا، لكل منهما خصائص، والذكر والأنثى لكل منهما خصائص، ولكل منهما وظيفة، والحاكم والمحكوم لكل منهما وظيفة، والغني والفقير، وأغلب الثنائيات الخلقية أو القدرية، فالخلقية كالليل والنهار والذكر والأنثى، والقدرية كالحاكم والمحكوم والغني والفقير، سميناها قدرية لنفرقها عن الخلقية، وإن كان فيها سعي للإنسان واختيار وكسب، إلا أنها من فضل الله وقدره أيضًا.

نحتاج إلى فهم عميق لسنة التكامل، فإن في فهمها الخير الكثير، وفي ترك فهمها، وعدم القدرة على استكشافها الشر الكثير، فإن فهم سنة التكامل يجعل أصل الخلق عند المسلم هو التكامل وليس الصراع، ولذلك يفهم العلاقة بين الذكر والأنثى على أنها خلقت للتكامل، بخلاف التوجه الذي يدعو إلى أن الأصل هو الصراع، وأنه يجب على المرأة أن تصارع الرجل لتحصل على حقوقها، وأن المحكوم يجب أن يصارع الحاكم للحصول على حقوقه، وأن الإنسان يجب أن يصارع الكون حتى يحصل منه منفعته، على ما استقر في الفكر الإغريقي من فكرة صراع الآلهة وانتصار الإنسان في النهاية عليها.

وفهم سنة التكامل لا ينفي حدوث الصراع أو إمكانية حدوثه ووقوعه، ولكن هناك فرق بين أن نجعله أصلا للخلقة لا يمكن الفرار منه، وبين أن نجعله حالة عارضة يجب أن نسعى لإنهائها حتى تستقر الأمور على الوضع الأول الذي خلقه الله.

هذا التكامل هو الذي يفرق عند فهمه بين المعنى الروحي للجهاد في سبيل الله وبين الحرب التي تشن هنا وهناك لأجل المصالح والهيمنة والاستعلاء في الأرض والفساد فيها أيضًا.

قال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [النساء : 1]، وقال سبحانه : ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً﴾ [الإسراء : 12]، وقال تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [آل عمران : 26]، وقال تعالى : ﴿وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِياً وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [الزخرف : 32].

وهذا التكامل هو الذي يجعل العلاقة بين الرجل والمرأة مآلها إلى السكن والسكينة، وإلى المودة والرحمة، وإلى التعاون وعمارة الأرض بالنسل الصالح القوي، يقول تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم :21].

ذلك التكامل الذي يجعل الحاكم والمحكوم في خندق واحد أمام كيد الكائدين، ويجعل الحاكم رفيقا رحيما بالمحكومين، راعيا لشئونهم، قائما بمسئوليته على أكمل وجه، حيث يتمثل كل حاكم وصية الإمام علي بن أبي طالب لمالك بن الأشتر حين ولاه مصر، عندما قال له : «واشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ولا تكونن عليهم سبعًا ضاريًا تغتنم أكلهم فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزّلل وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه». والتكامل يجعل المحكوم متعاونًا متفهمًا لحاكمه، معرضًا عما لا فائدة من ذكره، مقبلاً على صالح بلاده ونمائها.

إنه التكامل الذي يجعل صاحب العمل يتعاون مع العمال، وصاحب رأس المال يتكامل مع القوة البشرية التي تدير المشروع، فلا يكون هناك بين صاحب المال بحيث يطمع ويستغل ظروف سوق العمل، ولا يكون هناك ضغط من العمال لأخذ ما لا يستحقون، بل يتعاون الجميع على تنمية اقتصاد البلاد وصالح أحوالهم المعيشية بما يرضي الله.

إنه التكامل الذي يجعل صاحب البناء متعاون ومتفاهما مع المستأجرين، فيتعاون الجميع على نظافة وجمال بنايتهم، فيصبح الحي كله نظيفا جميلا، ومن ثم تكون البلد كلها متحضرة عنوان على نظافة المسلمين وتعاونهم

ذلك التكامل هو الذي يجعل الغني يساعد الفقير، ويجعل الفقير منتجًا ويتخلص من فقره، ويجعل الشعور السائد بين الأغنياء والفقراء الحب والتعاون، فلا يرى الغنى في نفسه فضلا على الفقير، ولا يرى الفقير في نفسه دناءة.

هذا التكامل الذي إذا ما تم في كل تلك المجالات، يتحقق فينا وصف المصطفى إذ يقول: «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى» [أخرجه البخاري ومسلم].

هذا التكامل الذي أراده الله لصلاح الناس وإصلاح الأرض وإعمارها، رزقنا الله فهم سنة التكامل وتطبيقها على الأرض آمين.

عدد الزيارات 14213 مرة
قيم الموضوع
(2 أصوات)