طباعة

ثقافة الإختلاف

إذا كان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، فإن الاختلاف لدى البعض منَّا يتحول في كثير من الأمور إلى خلافات وصراعات واتهامات ومزايدات.

والمستفيد الأول هم أعداؤنا الذين يتربصون بنا ليلًا ونهارًا، ويعملون على تأليب الصراعات الداخلية وبث روح الفتنة والفُرقة بيننا، ولولا الاختلاف في أنماط التفكير وطرح الآراء لما تطور الإنسان، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ضرب لنا المثل الأعلى في فقه الاختلاف وثقافة الاختلاف، فقد كان يستشير أصحابه ويأخذ بآرائهم، والأمثلة على ذلك كثيرة، حتى الأئمة كان اختلافهم في الفروع وليس في الأصول، كان اختلافهم عامل بناء لا عامل هدم، كل منهم كان ينشد الصواب والأفضل حتى ولو ظهر على يد غيره، فكانت آراؤهم ثمرات متعددة كشجرة واحدة هي شجرة الكتاب والسنة، فأين نحن من ثقافة الاختلاف؟ ولماذا غيبت عنَّا، ويتهم بعضنا بعضًا بالبدعة والهلاك والخروج عن ملة الإسلام لمجرد الاختلاف؟

وسائط

عدد الزيارات 8619 مرة
قيم الموضوع
(0 أصوات)