تكلمت في سلسلة المقالات السابقة عن الأنوار، وعلمنا أن منها نور الرحمن، ونور القرآن، ونور النبي العدنان صلى الله عليه وسلم، ونور الإيمان، ونور الأكوان، وفصلنا القول في الحديث عن كل نوع من هذه الأنواع.
وفي هذه المرة نتكلم عن موضوع يتعلق بالأنوار كذلك، وهو طريق النور، فطريق النور واحد لا تعدد فيه، والظلمات طرق كثيرة تتشعب وتتعدد، ولذا ترى القرآن يذكر النور بالإفراد، والظلمات بالجمع، فيقول تعالى : ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة :257].
ويقول سبحانه في شأن نبيه صلى الله عليه وسلم : ﴿يَا أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِى بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [المائدة :15 ، 16]
فطريق النور واحد وهو الذي أراد الله أن يخرج عباده إليه، والظلمات هي أي طريق غير طريق النور، ولقد فطر الله العباد على حب النور، فيجدون فيه الاستقرار ويجدون فيه الطمأنينة ويجدون فيه النشاط، ويكرهون الظلام الدامس فلا يرون فيه الأشياء، ويخشون من المفاجآت، ويضلون فيه الطريق لا يعرفون إلى أين يسيرون.
ويحب المؤمن –بصفة خاصة- النور لأنه اسم من أسمائه تعالى، وصفة من صفاته، قال تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [النور :35]، وفي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم : «إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا إنه وتر يحب الوتر من أحصاها دخل الجنة، هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام... إلى أن قال في آخره : « النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور» [رواه الترمذي].
والنور صفة من صفات النبي صلى الله عليه وسلم، وصفة من صفات الوحي ومن آثاره، وهو صفة من صفات القرآن، وهو صفة من صفات المؤمن الصادق يقول النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك : «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله، ثم قرأ إن في ذلك لآيات للمتوسمين» [رواه الترمذي].
والله يبغض الظلام والظلمات وينزه المؤمن عن الظلمات، ومن أجل ذلك حرم الله الكذب لأن الكذب يظلم على الحقيقة، ويؤدي إلى الضلال وحرم الله شهادة الزور والبهتان والفساد في الأرض، وحرم علينا الظلم؛ لأنه تغير للحقائق وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «الظلم ظلمات يوم القيامة» [رواه البخاري]. فترى الظالم مظلم الوجه مظلم الرأي، وتراه يتسبب في ظلام وغياب للحق والنور، ولذا يعاقبه الله يوم القيامة بجنس عمله، فيرى ظلمه ظلمات يوم القيامة.
لذا فأن من أعرض عن الله واتبع سبيل الشيطان وكذب وظلم وأفسد في الأرض يسلبه الله النور، ويجعله في ظلمات بعضها فوق بعض، قال تعالى : ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِى بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾ [النور :40].
فالمؤمن يحتاج إلى النور في قلبه وروحه وعقله؛ ليدرك الحقيقة على ما هي عليه، ويتلذذ بذلك النور الذي يزهو ويتلألأ بذكر الله فتطمئن به القلوب، فهو يريد أن يغرق في بحار الأنوار، ولا يحب أن يتوه في الظلمات، ولذا أنزل الله الكتاب، قال تعالى : ﴿الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ العَزِيزِ الحَمِيدِ﴾ [ إبراهيم :1]. فكانت علة إنزال الكتاب إخراج الناس من دائرة الظلمات إلى دائرة النور.
يعلم ربنا أن المنافقين سيقومون في الشرق والغرب وأتباعهم وأذنابهم فيتهمون المؤمنين بالظلامية، ويدعون للفساد في الأرض والتخريف والتحريف، فهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، ويقلبون الحقائق ويلبسون الحق بالباطل وهذا ديدنهم، يعلما ربنا وهو الذي خلقهم أن هذه الدعاوى لا تساوي شيئا عند الإنسان المؤمن السوي، وأن تحديد دائرة النور، وتحديد دائرة الظلام إنما هي بإذن الرحمن، قال تعالى : ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ المُنَافِقِينَ هُمُ الفَاسِقُونَ﴾ [التوبة :67].
وهذا النور الذي يهدي الله به المؤمنين بإذنه إلى صراطه، وعبر ربنا بقوله سبحانه ﴿إلى صراط العزيز الحميد﴾ واسمه سبحانه العزيز فيه قوة، وشدة، وفيه تفرد، وفيه توحيد، وفيه أيضا استقلال بتحديد دوائر النور والظلام، فهو الذي يصف الأفعال، وهو ما فهمه الأصوليون في باب الحكم الشرعي عندما تكلموا عن الحسن والقبيح، وذكروا الخلاف هل هما عقليان ؟ أم شرعيان ؟ والصواب ما ذهب إليه جمهور المتكلمين من السادة الأشاعرة أن الحسن وصف شرعي، والقبح كذلك، فالله هو الحاكم وهو الذي يصف الأفعال والعقل بعد ذلك يدرك هذا الوصف ويتعامل معه، وكذلك هو الذي يصف لنا النور والظلام، فلا يضرنا أن يسمي أحد من الناس الظلام بالنور، أو النور بالظلام طالما أن ربنا بين لنا ذلك.
فالله سبحانه وتعالى لا مثيل له، لا في قدرته ولا في خلقه ولا في حكمته ولا في إبداعه، فهو سبحانه تعالى استوفى صفات الكمال كلها، وهو حقيق بالحمد منا من أجل تفرده في عليائه، وهو ما يبين معنى الاسم الحسن الذي ختم الله به هذه الآية حيث ﴿العزيز الحميد﴾ أي يحمده الحامدون، على كماله حمدا مستغرقا لا نهاية له كما أن كمالاته لا نهاية لها. وهو سبحانه لا يحتاج إلى الدليل يقام عليه فهو أظهر من الدليل، ومن المستدِل ومن المستدَل ليه، هو سبحانه وتعالى رب العالمين فهو يستحق منا الحمد فهو حميد.
ثم يعقب ربنا هذه الآية بقوله سبحانه : ﴿اللَّهِ الَّذِى لَهُ مَا فِى السَّمَوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ﴾ [إبراهيم :2]، وكأن تلك الآية إجابة عن سؤال المنافقين المتهكمين حيث يقولون : ومن العزيز الحميد ؟ فيجيبهم ربهم بتلك الآية التي تشتمل على المفاصلة، والقوة، والقرع، كلام صدر عن رب العالمين لعباد تحت قهره قادر على إفنائهم عاجلا أو عاجلا في الوقت الذي يشاء، كلام تهتز له القلوب –إن كانت مؤمنة- كلام تهفو إليه الأرواح لو أسلمت لله رب العالمين أنفسها وذاتها وكينونتها، فهو قول فصل لا هزل فيه، قال تعالى : ﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ * إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ [الطارق :13 : 17].
وكأن قارئ تلك الآية التي يجيب الله بها على المنافقين يتساءل بعد ذلك، وما من هؤلاء الكافرين الذين لهم عذاب شديد، وما صفتهم، فتخبر الآية التي تليها بالإجابة، فيقول سبحانه : ﴿الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِى ضَلالٍ بَعِيدٍ﴾ [إبراهيم :3] والألف والسين والتاء تدخل للطلب، فهم يطلبون الدنيا ويتفننون في طلبها، لا من أجل قوة ينشرون بها الحق كما أمر الله سبحانه وتعالى، ولا من أجل حقيقة يريدون أن يوجهوا الخلق إلى الله فيها، بل إنهم يستحبون الحياة الدنيا للشهوات والعلو في الأرض والإفساد فيها، والله سبحانه وتعالى لا يحب ذلك، قال تعالى : ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ﴾ [البقرة :204 ، 205]
ويترك ربنا سبحانه وتعالى حرية اختيار السبيل، وحرية السعي فيه، وذلك ليتناسب مع المسئولية، فكل مسئول عن اختياره، ولذا يحاسبهم الله سبحانه وتعالى، قال تعالى : ﴿وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِى الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران :145]. وفي هذا إقرار لحرية العقيدة وحرية الرأي، وحرية الرؤية والمنهج.
فهؤلاء الكافرين بحبهم للدنيا، وإفسادهم في الأرض، ورغبتهم الشديدة في العلو والهيمنة يفقدون أي نصيب في الآخرة، وفي ثوابها، وفي جنة الخلد، يقول تعالى : ﴿تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًا فِى الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [القصص :83]. فهم يريدون العاجلة ويعاقبهم الله بالتعجيل لهم فيها كي يستحقوا العذاب جزاء على إعراضهم عن الله ودعوته التي فيها صالحهم والخير لهم، قال تعالى : ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا﴾ [الإسراء :18].
فهناك حرية في دخول الجنة، وحرية في دخول النار، فإذا أراد أحد من الناس أن يدخل النار حزنا عليه، ولكن لا نحمله قهرا على أن يدخل الجنة، فما بالهم لا يتركونا ندخل جنة ربنا على هوانا، لماذا يريدون أن يحملونا قصرا على دخول النار ؟ نحن نتركهم يختارون سبيلهم، فلم لا يتركونا نختار سبيلنا ؟ لم يصدون عن سبيل الله ؟
إنهم عتاة تعاملوا مع الله والمؤمنين بهم، وهم لا يعجزونه سبحانه وبتجبر، وتعامل الله برحمة وتركهم يأخذون فرصتهم ويختارون سبيلهم، فانقلبت الفطرة، وأصبح المنكر عندهم معروفا، وأصبح المعروف عندهم منكرا، فسدوا على المؤمنين طريق الجنة، وفتحوا طريق النار للناس، ثم يهرفون بما لا يعرفون ويدعون إلى الحرية والإبداع، أي حرية يقصدون ؟ لو كانت هناك ثمة حرية لتركتم أهل الجنة يختارونها ويسيرون إليها برغبتهم ؟
فهؤلاء الذين ضلوا ضلالا بعيدا، قال تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيدًا﴾ [النساء :167]. إنهم سينفقون الأموال للصد عن سبيل الله، ولكن مقصودهم لن يتحقق مما يورث في قلوبهم الحسرة على ما أنفقوا، قال تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال :36]. إن هؤلاء الذين يضاعف لهم العذاب لكفرهم مرة، ولصدهم عن السبيل أخرى، قال تعالى : ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ﴾ [النحل :88]. فهم الذين أعمالهم في ضلال وإلى زوال، قال تعالى : ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ [ محمد :1].
فهم بكفرهم وصدهم عن سبيل الله وعصيانهم لرسوله صلى الله عليه وسلم لن يضروا الله، فلن يبلغ أحد من الخلق ذلك سبحانه وتعالى عما يصفون، قال تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد :32]. فالصد عن سبيل الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم دأب المنافقين، فهم يبالغون في الصد عن سبيل الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى : ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ المُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا﴾ [النساء :61]
وإذا ما دعونا هؤلاء المنافقين للتوبة والإقبال على الله اتبعوا سبيل أسلافهم الذين كانوا على عهد رسول الله، حيث وصف ربنا في كتابه بالإعراض عن تلك الدعوة فقال سبحانه : ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ﴾ [المنافقون :5].
وبعد هذه الآيات التي تتكلم عن صراط العزيز الحميد، وصفات الكافرين الذين يصدون عن سبيل الله ويستحبون الحياة الدنيا يؤكد ربنا سبحانه على الحقيقة المطلقة إذ يقول سبحانه : ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِى مَن يَشَاءُ وَهُوَ الَعَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ [إبراهيم :4] هذه الحقيقة المطلقة بأن الهدى من عند الله يهدي إليه من يشاء، والضلال من عند الله يضل به من يشاء وهو أحكم الحاكمين لابد أن تكون تلك الحقيقة راسخة في الأذهان وأنتم في نشاطكم اليومي وأنتم تسمعون وسائل الإعلام، وأنت تقرءون الصحف التمسوا من الله النور.
كانت هذه الآيات الأولى من سور إبراهيم توضح طريق النور وصفاته، وتبين طريق الظلمات وصفات السائرين فيه، رزقنا الله وإياكم طريق النور، وجنبا الظلمات في الدنيا والآخرة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.