بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الحق إلى كافة الخلق، وغمام الرحمة ، الصادق البرق ، والحائز في ميدان اصطفاء الرحمن قصب السبق ، خاتم الأنبياء ، ونبي الهدى ، الذي طهر قلبه وغفر ذنبه وختم به الرسالة رَبُّهُ، خير من وطئ الثرى، من لو حازت الشمس بعض كماله ما عدمت إشراقًا، أو كان للآباء رحمة قلبه ذابت نفوسهم إشفاقًا ، وعلى آله وصحبه وسلم .
فهذه محاولة متواضعة منا للتعريف برسولنا وحبيبنا وهادينا إلى الخير خاتم المرسلين وخير خلق الله أجمعين سيدنا محمد المصطفى المجتبى المختار صلى الله عليه وسلم وعلى آله الأطهار خير آل وأصحابه الأخيار ، مقرين ومعترفين بفضله علينا وكرامته وشرفه وبنعمة الله علينا بأن جعلنا من أمته ومن أتباعه ، واحتفالا بذكرى مولده الشريف الذي كان نورا وهداية وإشراقا لمعاني الحق والعدالة والمساواة ، ولقد مر على مولده الشريف تقريبا ألف وأربعمائة وخمسة وثمانون عاما .
وقد حرصنا أن يكون عرضنا موجزا ودقيقا فيه تركيز على التعريف بنسب النبي صلى الله عليه وسلم وأصوله ، وفيه سرد لعالم الأشخاص وعالم الأشياء التي كان لها ارتباط برسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونرجو الله أن يكون عملنا هذا مقبولا عنده ، وأن يرضى عنه رسولنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ونرجو أن ننال شفاعة النبي في الآخرة وشربة من يده الشريفة هنيئة لا نظمأ بعدها ، فكم نحن في شوق إليك يا رسول الله .
وكم تحتاج الإنسانية كلها إلى معرفتك ومعرفة هديك في حياتك وتواضعك لأصحابك ورحمتك بخلق الله أجمعين ، وحبك للإنسان والكون ، وحثك على الصلاح والتقوى ، ونهيك عن الفساد والعدوان ، فقد صرنا في عالم هو أبعد ما يكون عن مُثُلِكَ العليا التي أرسيتها .
وجاء هذا العمل الذي له تكملة إن شاء الله إيمانا منا بأن الدفاع عن رسول الله ونصرته ونشر دعوته ورسالته يبدأ من معرفته حق المعرفة ، والتدقيق في تفاصيل حياته الاجتماعية والسياسية .
هذا والله ولي التوفيق .