قَالَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: «أيُّهَا النَّاسُ: أفْشُوا السَّلامَ، وَأطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلاَمٍ». رواه الترمذي
بناء العقلية الواعية يحتاج إلى الإخلاص والصواب ، وعنوان الإخلاص الصبر ، ومفتاح الصواب العلم .
" الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ , ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ "
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد
فهذا بحث يشتمل على مسألة الحكم عند الأصوليين ، قدمت لها بمقدمة مهمة عن مبادىء علم أصول الفقه ، حوت نشأته ، وتعريفه وفائدته واستمداده وغير ذلك من باقى المبادىء العشرة ولخصت فيها تلك الصورة الذهنية التى كانت قائمة لدى سلفنا الصالح ، وتحكمت فى صياغتها للعلوم كل العلوم ، وحاولت أن أقربها إلى ذهن المستفيد بقدر الإمكان والله الموفق للصواب .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الحق إلى كافة الخلق، وغمام الرحمة ، الصادق البرق ، والحائز في ميدان اصطفاء الرحمن قصب السبق ، خاتم الأنبياء ، ونبي الهدى ، الذي طهر قلبه وغفر ذنبه وختم به الرسالة رَبُّهُ، خير من وطئ الثرى، من لو حازت الشمس بعض كماله ما عدمت إشراقًا، أو كان للآباء رحمة قلبه ذابت نفوسهم إشفاقًا ، وعلى آله وصحبه وسلم .
فهذه محاولة متواضعة منا للتعريف برسولنا وحبيبنا وهادينا إلى الخير خاتم المرسلين وخير خلق الله أجمعين سيدنا محمد المصطفى المجتبى المختار صلى الله عليه وسلم وعلى آله الأطهار خير آل وأصحابه الأخيار ، مقرين ومعترفين بفضله علينا وكرامته وشرفه وبنعمة الله علينا بأن جعلنا من أمته ومن أتباعه ، واحتفالا بذكرى مولده الشريف الذي كان نورا وهداية وإشراقا لمعاني الحق والعدالة والمساواة ، ولقد مر على مولده الشريف تقريبا ألف وأربعمائة وخمسة وثمانون عاما .
وقد حرصنا أن يكون عرضنا موجزا ودقيقا فيه تركيز على التعريف بنسب النبي صلى الله عليه وسلم وأصوله ، وفيه سرد لعالم الأشخاص وعالم الأشياء التي كان لها ارتباط برسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونرجو الله أن يكون عملنا هذا مقبولا عنده ، وأن يرضى عنه رسولنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ونرجو أن ننال شفاعة النبي في الآخرة وشربة من يده الشريفة هنيئة لا نظمأ بعدها ، فكم نحن في شوق إليك يا رسول الله .
وكم تحتاج الإنسانية كلها إلى معرفتك ومعرفة هديك في حياتك وتواضعك لأصحابك ورحمتك بخلق الله أجمعين ، وحبك للإنسان والكون ، وحثك على الصلاح والتقوى ، ونهيك عن الفساد والعدوان ، فقد صرنا في عالم هو أبعد ما يكون عن مُثُلِكَ العليا التي أرسيتها .
وجاء هذا العمل الذي له تكملة إن شاء الله إيمانا منا بأن الدفاع عن رسول الله ونصرته ونشر دعوته ورسالته يبدأ من معرفته حق المعرفة ، والتدقيق في تفاصيل حياته الاجتماعية والسياسية .
هذا والله ولي التوفيق .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، على آله وصحبه أجمعين. وبعد،
فهذا مجموع يجيب على أسئلة مائة شغلت بال الناس في القرن الرابع عشر الهجري، مرة بقصد، ومرات بغير قصد، حتى أصبحت معيارًا لتصنيف المسلمين، وامتحانًا لتقسيمهم، ورُوج لدى طوائف كثيرة من الناس أنها قطعية لا خلاف فيها، وأن الحق معهم وحدهم، وأن القائل بغير ما يقولونه مارق، فاسق، منحرف، أو على أقل تقدير غير ملتزم ومتساهل، أو يُتهم بأنه ليس محبًا للرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه قاسي القلب، وأنه كأجلاف الأعراب قديمًا، أو أنه منافق زنديق مشرك.
فشغلوا المسلمين بهذه المسائل، وإن كانت محل خلاف، وإن كان لكل مذهب دليله، وإن كان المتفق عليه أكبر من المختلف فيه حتى عد بعضهم مسائل الفقه الواردة عن السلف باعتبار صورها، فوجدها قد زادت عن ألف ألف مسألة يقول، ومعنى هذا أن تلك المسائل لا تزيد عن مسألة في كل عشرة آلاف مسألة، فهل من المعقول المقبول أن نتفق في عشرة آلاف، وإذا اختلفنا في مسألة واحدة حمل كل منا سيف الكلام على صحابه ؟ فيكون جهاد من غير وعي، ويدل ذلك على الفراغ الذهني، بل الفراغ الفقهي، ودع عنا الفراغ الدينى.
وأردت أن أبين في هذا الكتاب الأدلة التي اعتمد عليها العلماء في الإجابة عن تلك المسائل، وهو ما عليه الجمهور، واعتقاد أن تلك المسائل محل اتفاق أمر باطل، بل قد نرى مخالفة طائفة من العلماء فيها، أو نرى مخالفة الأكثر، أو مخالفة الجمهور، وأنه لا يجوز أن نقع في جعل هذه المسائل المعيار الذي نقسم به المسلمين، بل المعيار يجب أن يكون حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وعسى الله أن ينفع به، وأن يزيل اللبس بما فيه، ونحن نسعى لوحـدة المسلمين على قاعدة : «إنما ينكر المتفق عليه، ولا ينكر المختلف فيه»، وقاعدة : «لا يعترض بمذهب على مذهب»، وقاعدة : «الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد»
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن - تملأ - ما بين السماوات والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو ، فبائع نفسه ، فمعتقها أو موبقها ) رواه مسلم .